الأبحاث

حكم الدم النازل في فترة الحمل دراسة فقهية في ضوء المستجدات الطبية المعاصرة للدكتور ايمن البدارين


ملخص البحث باللغة العربية

بحثت هذه الدراسة موضوع الدم النازل من
مهبل المرأة في فترة الحمل الذي ابتليت به ملايين المسلمات، فهل هو دم حيض أم هو
دم استحاضة؟ ذهب الحنفية والحنابلة ومقابل الأصح عند الشافعية إلى أنه ليس بحيض،
فهو حدث أصغر لا ينافي العبادات التي يشترط لها الطهارة كالصلاة والصوم والطواف
ولا يلزم له الغسل بل يكفي الوضوء، بينما ذهب المالكية والشافعية في الأصح إلى أنه
دم حيض، فهو حدث أكبر، يمنع كل عبادة تحتاج الطهارة، ويلزم المرأة أن تغتسل له،
وقد خلصت الدراسة إلى ترجيح أنه ليس حيضاً وأن الحامل لا تحيض بعد عرض المذاهب
والأدلة ومناقشتها وبحث المسألة من الناحية الطبية المعاصرة واستقراء رأي عدد كبير
من الأطباء المتخصصين في استبانة ميدانية.

abstract

The ruling of blood that comes during pregnancy
A jurisprudence study in the light of contemporary medical
developments
This study examined the subject of
blood that comes from a woman’s vagina in pregnancy. Thsi blood is a cause of
concern for millions of Muslim women. The question is whether it is considered
menstrual blood or istihaadah blood (the bleeding that may continue after the
official period for the woman). Hanafi and Hanbali did not regard it as a
menstruation. According to them it is considered as the small purity does not
contradict with the acts of worship such as prayer, fasting, circumnavigation.
Moreover, it is does not need ritual impurity and ablution is sufficient.
However, Maalikis and Shaafa’is considered it as menstrual blood because it is a
ritual impurity that prevents all acts of worship, and women are required to
have a ritual impurity. After viewing the evidence and doctrines and discussing
the issue of the contemporary medical opinion and extrapolation of a large
number of experts who specialize in the field, the study concluded that it is
not likely a menstrual blood and pregnant does not menstruate.

أهمية البحث:

يجب على المرأة
تَعَلُّم ما تحتاج إليه من أحكام الحَيْض، وعلى زوجها أو وليها أن يعلمها ما تحتاج
إليه منها إن علم, وإلا أذن لها بالخروج لسؤال العلماء, ويحرم عليه منعها إلا أن
يسأل هو ويخبرها فتستغني بذلك. ولها أن تخرج بغير إذنه إن لم يأذن لها. وهو متفق
على فرضية تعلمه فرض عين. فمعرفة مسائله من أعظم المهمات لترتب عدد كبير من
الأحكام عليها: كالطهارة, والصلاة, وقراءة القرآن, والصوم والاعتكاف, والحج,
والبلوغ, والوطء, والطلاق والعدة والاستبراء وغير ذلك من الأحكام.


قال الخطيب
الشربيني: ” ويجب على المرأة تعلم ما تحتاج إليه من أحكام الحَيْض والاستحاضة
والنِّفَاس فإن كان زوجها عالما لزمه تعليمها وإلا فلها الخروج لسؤال العلماء بل
يجب ويحرم عليه منعها إلا أن يسأل هو ويخبرها فتستغني بذلك “(
[1])، وتظهر
أهمية تعلمه في قول ابن نجيم: ” ومعرفة مسائله من أعظم المهمات لما يترتب
عليها مما لا يحصى من الأحكام، كالطهارة، والصلاة، وقراءة القرآن، والصوم
والاعتكاف، والحج، والبلوغ، والوطء، والطلاق والعدة والاستبراء وغير ذلك من
الأحكام. وكان من أعظم الواجبات؛ لأنَّ عظم منزلة العلم بالشيء بحسب منزلة ضرر
الجهل به، وضرر الجهل بمسائل الحَيْض أشد من ضرر الجهل بغيرها فيجب الاعتناء
بمعرفتها“(
[2]).


ومن أبرز مشاكل الحيض اليوم ما تعانيه مئات ملايين النساء عند حملهن، حيث
ينزل منهن دم أثناء فترة الحمل وخاصة في الأشهر الأولى وفي نهايات الحمل، فهل هذا
الدم دم حيض يوجب أحكامه، أم ليس بحيض فتمارس المرأة حياتها الجنسية وجميع
عباداتها بشكل طبيعي، وقد تجاذبت نساء اليوم آراء الفقهاء بين حاكم على هذه الدماء
التي تنزل من فرج الحامل بأنه حيض، ومن ناف لهذا الحكم مبين أنه دم مرض (استحاضة).


وأرى أن فيصل الحكم في هذه القضية الخطيرة بعد مناقشة أدلة الفقهاء الشرعية
بحثها من منظور طبي معاصر في ضوء المستجدات الطبية، فمدار الحكم في هذه المسألة
الطبيعية هو علم الطب؛ لأن الحيض أمر طبيعي علمي يؤخذ حكمه من الطب استناداً لقوله
تعالى {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].


        هدف البحث:

يهدف البحث إلى استقراء آراء الفقهاء في مسألة ” حيض الحامل ” وعرض
أدلتهم ومناقشتها، وإرجاع المسألة إلى أصولها الحقيقية وهو الطب الحديث بمعرفة
الحقيقة العلمية الطبية لهذا الدم هل هو دم حيض أم استحاضة.


تقسيم البحث:

قسمت البحث إلى
تمهيد وخمسة مطالب، بينت في التمهيد أهمية المسألة وهدف البحث، وقسمته المطالب على
النحو التالي:


المطلب الأول:
حقيقة الحيض، وجاء في ثلاثة فروع: الفرع الأول: الحَيْض لغة. الفرع الثاني: الحَيْض
في اصطلاح الفقهاء. الفرع الثالث: الحَيْض في عرف الأطباء.


المطلب الثاني:
أسباب اختلاف الفقهاء.


المطلب الثالث: آراء
الفقهاء في المسألة.


المطلب الرابع: أقل
وأكثر مدة حيض الحامل عند القائلين به.


المطلب الخامس:
أدلة الفقهاء ومناقشتها، وجعلته في فرعين: الفرع الأول: أدلة القائلين بأن الحامل
تحيض ومناقشتها. الفرع الأول: أدلة القائلين بأن الحامل لا تحيض ومناقشتها:


المطلب السادس: حقيقة
الدَّم النازل فترة الحمل من الناحية الطبية، وقد قسمته إلى ثلاثة فروع: الفرع
الأول: حقيقة الدَّم النازل فترة الحمل من الناحية الطبية. الفرع الثاني: ما هي
أسباب نزول الدَّم عند الحامل؟. الفرع الثالث: استبانة تثبت أن الحامل لا تحيض في
نظر المتخصصين من الأطباء.


المطلب السابع: الراجح
في المسألة.


وختمت البحث بذكر
أهم نتائج الدراسة وتوصيات الباحث.

لقراءةأو تحميل البحث كاملا الرجاء اضغط هنا



[1]. الخطيب الشربيني، الإقناع
للشربيني: ج1 / ص103
[2]. ابن نجيم، البحر الرائق شرح
كنز الدقائق: ج1/ ص199


اكتشاف المزيد من موقع الدكتور ايمن البدارين الرسمي - aymanbadarin.com

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى